لا شك أَن علوم الإعلام والاتصال باتت يشكل الركن الاساس في دعم مسيرة شعوب العالم وتطلعاتها، خاصة في عالمنا العربي، وعالمنا الاسلامي، واخذ يرتبط ارتباطا وثيقا بعوامل استقرار الدول وازدهارها من خلال مشاركته في تعزيز المناخات السياسية والاقتصادية والأمنية.
إن تطور تقنيات الإعلام ترافق مع زيادة تأثيره في المجتمعات والدول، لدرجة أنه بات يعد أحياناً السلطة الأولى وليس الرابعة كما اصطلح عليه طوال العقود الماضية، وهو سلاح ذو حدين، يمكن استخدامه أداة لبث الوعي ومحاربة الإرهاب والجهل وبناء الانسان والاوطان، وفي نفس الوقت يمكن استخدامه، من قبل قوى التخريب والتقسيم والتهديم، سلاحاً خطيراً في هذه السبيل.
نحن في كلية الإعلام،بجامعة ام درمان الإسلامية نبذل ما نستطيع من أجل دعم إعلام سوداني حر مستقل ومسؤول، يعكس التنوع السياسي والاجتماعي، من خلال تخريج كوادر إعلامية متميزة ومؤعلة ذات تفكير استراتيجي عالمي، عبر منهج جامعي يتسم بالاصالة والشمول والمواكبة والتميز الاكاديمي باعلى معدلات الجودة والاعتماد، إعلام يبني ولا يهدم، يبث الوعي وليس الجهل، يبني الانسانَ ويعزز ثقةَ الانسان بقدراته ودوره في بناء الاوطان.
ننطلق في عملنا من قواعد العمل الإعلامي المهني التي تضمن حريةَ الرأيِ ونقل المعلومة، وفي نفس الوقت حماية الانسان والمجتمع مما يهدده، وهي قواعد مستقاة من الإعلان العالمي لحقوقِ الانسانِ (10 ديسمبر 1948م) ومن مواثيق الشرفِ المعتمدة من المحافل الدولية المهتمة بهذا المجال. ونسعى لخلق اعلام هادف يهتم بالقيم والرأي الاخر دون تجريح ويعزز ثقافة التعايش، دليلنا في كل ذلك رؤية كلية الاعلام بجامعة أم درمان الإسلامية الرامية للارتقاء بالكلية لتكون الافضل محلياً وإقليميا وعالمياً، مع تسليح الخريجين بالمعارف النظرية والمهارات التطبيقية وفقاً لمتطلبات سوق العمل العالمي، بجانب الارتقاء بمستوى الاداء في الكلية برفع المستوى العلمي والمهاري للطلاب وبالتالي وضع الكلية في مصاف كليات الاعلام والاتصال المتميزة محلياً وإقليمياً ودولياً.
طورت كلية الاعلام منذنشاتها في العام 1965م لتواكب متطلبات المجتمع السوداني لتزويده باعلاميين متخصيين في مجالات الاعلام، حيث كانت البداية بانشاء قسم الصحافة والإعلام، وهو الأول من نوعه في السودان وثالث قسم في البلاد العربية بعد قسم (الصحافة) بجامعة القاهرة وقسم الصحافة بجامعة بغداد، ويعتبر هو الاول من نوعه اذ لم يقتصر التدريس فيه على علوم الصحافة فقط كما في القسمين اللذين سبقاه في القاهرة وبغداد، ولكنه امتد التدريس فيه ليشمل علوم الاتصال الاخرى من اذاعة وتلفاز وعلاقات عامة وإعلان.
وقد دعا إلى إنشاء هذا قسم الصحافة والاعلام في العام 1965م، ضرورة النهوض بمرافق الصحافة ووكالات الأنباء والإعلام والعلاقات العامة والإعلان في السودان، ورفع مستوي العاملين فيها من النواحي الثقافية والفنية والمهنية مع تزويد الخريجين بالثقافة الإسلامية وبث الروح الدينية الأصيلة في نفوسهم حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم الاجتماعية السليمة في حقل الإعلام وقيادة الرأي العام بالطريقة المثلي، ويحافظوا علي المثل الخلقية والاجتماعية والتقاليد العربية والإسلامية الحميدة ويقفوا في وجه الإلحاد والانحلال الأخلاقي والاجتماعي.كذلك كان يهدف هذا القسم إلى تعريف طلابه بآداب مهنة الصحافة والإعلام حتى تكون هذه المهنة دائماً في خدمة المجتمع والوطن والسلام العالمي طبقاً لعهد الشرف الصحفي الذي وضعته لجنة حرية الإعلام التابعة للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فلا تستغل مهنة الصحافة والإعلام من أجل المنافع الفردية أو الإثراء غير المشروع على حساب المعايير الخلقية والاجتماعية أو إفساد العلاقات الدولية بين الأمم وتعكير صفو السلام العالمي وتمهيد الطريق لنشوب الحروب.وقد جاء إنشاء هذا القسم بكلية الآداب في عام 1965م بجامعة أم درمان الإسلامية تلبية لتوصيات المؤتمرات العربية والدولية التي اوصت بتأهيل المشتغلين في حقل الإعلام تأهيلاً عالياً من النواحي الثقافية والفنية والخلقية حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم الاجتماعية والقومية والإنسانية علي وجه أفضل.
وفي عام 1990م تم تطوير قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب إلى كلية الدعوة والإعلام بانضمام قسم الدعوة بكلية أصول الدين للكلية الوليدة، وأنشئت بها أقسام فرعية أخري هي: شعبة الصحافة والعلاقات العامة، وشعبة الإذاعة والتلفاز، وشعبة الدعوة والاحتساب، وشعبة مقارنة الأديان والتيارات المعاصرة.
ولم يكد العام 1997م يطل برأسه ورياح التغيير والتخصص الدقيق تجتاح الكلية حتى برزت الحاجة إلى قيام كلية إعلام مستقلة تستوعب في داخلها شعباً وأقساماً جديدة فكان ميلاد كلية الإعلام، ووفقاً لسياسة الجامعة التعليمية فإن كلية الإعلام تنقسم إلى مركزين: المركز الرئيس وهو يختص بالطلاب ويقع في منطقة السجانة جنوب مدينة الخرطوم ويشرف عليه ويديره مباشرة عميد الكلية، ثم مركز الطالبات وهو يختص بالطالبات ويقع في منطقة الثورة بمدينة أم درمان ويشرف عليه نائبة العميد كممثل للكلية في مركز الطالبات.
وتشتمل كلية الإعلام حالياً علي ثلاثة أقسام رئيسية هي قسم الصحافة والنشر، ثم قسم الإذاعة والتلفزيون، وقسم العلاقات العامة والإعلان.وتمنح الكلية درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في التخصصات المذكورة أعلاه.
ولا شك أن كلية الإعلام هي كلية الإعلام الأولى في السودان، وربما تكون الأولى في العالم العربي وقامت على ثلاثة أقسام تقليدية تتمثل في الصحافة والإذاعة والعلاقات العامة، ولا شك أن المرحلة الأولى عادة تكون صعبة جداً خصوصاً أن الكلية هي تطوُّر لقسم كان تابعاً لكلية أخرى، والتجربة فيها تحديات كبيرة ومشكلات كثيرة لكن كانت هناك إنجازات ولله الحمد؛ حيث استطاعت الكلية أن نبدأ بالأقسام الثلاثة بشكل متوازٍ.
لسنا بحاجة إلى التأكيد علي أهمية الإعلام ودوره في صياغة المجتمع وبلورة أفكار الأمم، فهذا أمر أضحي ظاهراً لكل ذي بصيرة، والمتابع لوسائل الإعلام اليوم يلحظ بجلاء التأثيرات الإعلامية ذات الصلة بالمعارف والمواقف والسلوكيات غير أن الأمر الجدير بالملاحظة أن مخرجات العملية الإعلامية بحاجة إلى تخطيط حتى تغدو ذات نفع وفائدة وتأثير، ولعل المدخل إلى تخطيط العملية الإعلامية في عصرنا الراهن هو عمليات التأهيل والتدريب للكادر البشري الذي يقود دفة العمل في وسائلنا الإعلامية والتي تبدأ بالتحصيل الأكاديمي فقد انتهي قول إن الإعلام موهبة ورغبة فقط فالإعلام اليوم صناعة تحتاج إلى المهارة المرتكزة علي البعد العلمي والدراسة. لذا لم يكن مستغرباً أن يهتم المجتمع السوداني بإنشاء وتأسيس الكليات والأقسام العلمية التي تهتم بتدريس فنون الإعلام وعلوم الاتصال، وتظل كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى العام 1965م رافداً أساسياً يمد المجتمع السوداني بالكادر البشري المؤهل في هذا المجال بتخصصاته ذات الصلة بالصحافة والنشر والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة والإعلان على مستوي الدبلوم الوسيط والبكالوريوس فضلاً عن الماجستير والدكتوراه .
إن العملية الأكاديمية بهذه الكلية يقودها أساتذة أكفاء تشهد لهم قاعات الدراسة داخل وخارج البلاد وبصماتهم واضحة في المجتمع السوداني، أصحاب رأي سديد وفكر ثاقب ورؤية متقدة يقومون بجهد وافر أملاً في بناء مجد أثيل لهذه الأمة الإسلامية حتى تأخذ موقعها بين الأمم.
وحتى يتعرف القارئ الكريم عن قرب على هذه الكلية يسعدنا دعوتكم للدخول الى عالم الكلية الافتراضي عبر هذا الموقع الذي يتناول كل الجوانب ذات الصلة بها شاكرين ومقدرين لكل الذين بذلوا الجهد حتى رأى هذا الموقع الإلكتروني النور في هذا الثوب القشيب .
وبالله التوفيق
عميد كلية الإعلام